باراسيتامول / أسيتامينوفين دواعي الاستعمال والاسعار والمحاذير Paracetamol / Acetaminophen — Doliprane, Panadol)

نعرض لكم في هذا الموضوع على بوابة عالم واحد للإعلام والبرمجيات في قسم طبيبك الخاص كل ما تريد معرفته عن الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين والذي يعد واحدًا من أكثر الأدوية استخدامًا في العالم لتخفيف الألم وخفض الحرارة، وهو متوفر في الأسواق تحت أسماء تجارية متعددة مثل بانادول (Panadol) ودوليبراين (Doliprane) وتامول وغيرها. يُستخدم هذا الدواء منذ أكثر من قرن، ويُعتبر من أكثر العلاجات أمانًا وفعالية عند استخدامه بالجرعات الموصى بها.

أولاً: ما هو الباراسيتامول؟

الباراسيتامول (Paracetamol)، المعروف أيضًا باسم الأسيتامينوفين (Acetaminophen) في الولايات المتحدة وكندا، هو دواء ينتمي إلى فئة المسكنات (Analgesics) وخافضات الحرارة (Antipyretics). تم اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر، ودخل الاستخدام الطبي الواسع في منتصف القرن العشرين كخيار آمن بديل للأسبرين خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات معدية أو نزفية.

آلية عمل الباراسيتامول

رغم أن آلية عمله الدقيقة لم تُفهم بالكامل حتى اليوم، إلا أن الباراسيتامول يُعتقد أنه يعمل من خلال تثبيط إنزيم COX (Cyclooxygenase) في الجهاز العصبي المركزي، مما يقلل إنتاج البروستاغلاندينات — وهي مواد كيميائية مسؤولة عن الإحساس بالألم وارتفاع الحرارة. بعكس مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، لا يمتلك الباراسيتامول تأثيرًا مضادًا للالتهاب في الأنسجة الطرفية، ولهذا فهو يُستخدم أساسًا لتسكين الألم وخفض الحرارة دون معالجة الالتهاب نفسه.

دواعي الاستخدام

يُستخدم الباراسيتامول لعلاج مجموعة واسعة من الحالات الشائعة التي تتراوح بين آلام خفيفة إلى متوسطة وارتفاع درجة الحرارة، ومن أبرز دواعي الاستخدام:

الصداع بأنواعه (الصداع النصفي، التوتري، العام).

آلام الأسنان بعد الخلع أو أثناء الالتهابات.

آلام العضلات والمفاصل الناتجة عن التعب أو الإنفلونزا.

آلام الحيض عند النساء.

الحمى (ارتفاع الحرارة) في حالات العدوى الفيروسية أو البكتيرية.

آلام الظهر والرقبة الخفيفة.

آلام بعد العمليات الجراحية البسيطة.

آلام نزلات البرد والإنفلونزا.

كما يدخل الباراسيتامول في تركيبات متعددة مع أدوية أخرى لعلاج أعراض البرد والإنفلونزا والسعال مثل Panadol Cold & Flu وAdol Extra.

الأشكال الدوائية المتوفرة

يتوفر الباراسيتامول في العديد من الأشكال الصيدلانية المناسبة لجميع الأعمار:

أقراص (Tablets) بتركيزات 500 مجم أو 1000 مجم.

شراب للأطفال (Suspension) بتركيزات 120–250 مجم/5مل.

تحاميل (Suppositories) بتركيزات مختلفة حسب العمر.

حقن وريدية (IV infusion) تُستخدم في المستشفيات للحالات الحرجة.

أقراص فوارة أو قابلة للمضغ لتسهيل الاستخدام.

تركيبات مركبة مع كافيين أو مضادات احتقان أو مسكنات أخرى.

‍️ الجرعات الموصى بها

يجب دائمًا الالتزام بالجرعة الموصى بها لتجنب خطر التسمم الكبدي.

للبالغين:

500 – 1000 ملجم كل 4 إلى 6 ساعات حسب الحاجة.

الحد الأقصى اليومي: لا يتجاوز 4000 ملجم (4 جم) خلال 24 ساعة.

يمنع تناول أكثر من 8 أقراص من تركيز 500 ملجم في اليوم الواحد.

للأطفال:

الجرعة تعتمد على الوزن وليس العمر فقط:

يُفضل استخدام الشراب أو التحاميل للأطفال لضمان دقة الجرعة.

التحذيرات والمحاذير

رغم أن الباراسيتامول يُعتبر من أكثر الأدوية أمانًا عند استخدامه بشكل صحيح، إلا أن تجاوزه للجرعات المحددة قد يؤدي إلى تلف كبدي حاد وربما الوفاة في الحالات القصوى.

أهم التحذيرات:

تجنّب الجمع بين أدوية متعددة تحتوي على الباراسيتامول دون وعي (مثل Panadol + Cold & Flu + Adol).

تجنّب تناول الكحول أثناء استخدامه، لأن الكحول يضاعف خطر تدمير الكبد.

الحذر لمرضى الكبد والكلى أو الذين يتناولون أدوية تؤثر على الكبد.

إبلاغ الطبيب قبل الاستخدام في حالة الحمل أو الرضاعة أو وجود أمراض مزمنة.

عدم استخدامه لفترات طويلة (أكثر من 10 أيام للألم أو 3 أيام للحمى) دون استشارة طبية.

الأعراض الجانبية

عادة ما يكون الباراسيتامول خاليًا من الأعراض الجانبية عند استخدامه بالجرعة المناسبة، ولكن قد تظهر بعض الحالات النادرة مثل:

طفح جلدي أو حكة بسيطة (تفاعلات تحسسية).

تورم في الوجه أو الشفتين (نادر جدًا).

تغير لون البول أو اليرقان (علامة خطر لتلف كبدي).

دوخة أو غثيان عند بعض المرضى الحساسين.

أعراض الجرعة الزائدة:

إذا تناول الشخص أكثر من 10 جم في اليوم الواحد (أو أكثر من 5 جم مع الكحول)، تبدأ أعراض التسمم الكبدي خلال 24 ساعة وتشمل:

غثيان شديد وقيء.

آلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن.

اصفرار الجلد والعينين (يرقان).

فشل كبدي حاد قد يستدعي زراعة كبد.

في هذه الحالة يجب الاتصال بالطوارئ فورًا، ويُستخدم الترياق المعروف باسم N-Acetylcysteine (NAC) لعكس التأثير السام.

التداخلات الدوائية

الباراسيتامول يتفاعل بشكل طفيف مع معظم الأدوية، لكنه قد يتداخل مع:

الكحول (يزيد خطر التسمم الكبدي).

الوارفارين (Warfarin) — قد يرفع خطر النزيف عند الاستخدام الطويل.

الأدوية المضادة للصرع (مثل الفينيتوين والكاربامازيبين) لأنها تسرّع تكسير الباراسيتامول وتزيد خطر السمية.

ريفامبيسين (مضاد درن) يزيد من خطر تلف الكبد.

استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل والرضاعة

يُعتبر الباراسيتامول الدواء المسكن المفضل أثناء الحمل، خاصة في الثلثين الأول والثاني، لأنه لا يؤثر على الجنين إذا استُخدم بالجرعة الموصى بها. ومع ذلك، يجب تجنّب الاستخدام المفرط والمتكرر دون استشارة الطبيب.

في حالة الرضاعة الطبيعية، يُفرز الدواء بكميات صغيرة جدًا في الحليب ولا يشكّل خطرًا على الرضيع، لذا يُعد آمنًا عمومًا.

الأسعار والتوفر في الأسواق العربية والمصرية (2025)

يُعد الباراسيتامول من الأدوية الأرخص والأكثر توفرًا في الصيدليات، ويمكن شراؤه بدون وصفة طبية.

الأسعار قد تختلف حسب البلد والشركة المستوردة والضرائب الدوائية.

الفروقات بين الباراسيتامول ومضادات الالتهاب (مثل الإيبوبروفين)

لهذا السبب، يُفضل الباراسيتامول كخيار أول لتسكين الألم وخفض الحرارة عند معظم الأشخاص، خصوصًا الأطفال والحوامل.

الاستخدامات العالمية والإحصائيات

يُعتبر الباراسيتامول الدواء الأكثر استخدامًا في العالم وفقًا لتقارير WHO وFDA.

يُصرف سنويًا أكثر من 30 مليار جرعة من الباراسيتامول في أكثر من 150 دولة.

في المملكة المتحدة، يُعتبر السبب الأكثر شيوعًا لتسمم الكبد العرضي نتيجة الجرعات الزائدة غير المقصودة.

في الولايات المتحدة، تُسجل حوالي 56,000 حالة دخول طوارئ سنويًا بسبب جرعات زائدة من الأسيتامينوفين.

نصائح الاستخدام الآمن

اقرأ النشرة الداخلية لكل دواء قبل تناوله.

لا تتناول أكثر من منتج يحتوي على باراسيتامول في وقت واحد.

لا تتجاوز الجرعة اليومية القصوى.

تجنّب الكحوليات.

راقب أعراض اليرقان أو التعب الشديد، خصوصًا في الاستخدام الطويل.

احفظ الدواء بعيدًا عن متناول الأطفال.

معلومات إضافية مثيرة

تم استخدام الباراسيتامول لأول مرة عام 1893، وأُعيد اكتشافه رسميًا في 1955 عندما أطلقت شركة McNeil دواء Tylenol في السوق الأمريكية.

يُعد الآن ضمن قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية (WHO Essential Medicines List).

بعض الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الباراسيتامول قد يخفف أيضًا من الألم النفسي والاجتماعي عبر تأثيره على مستقبلات الدماغ، لكنه لا يُستخدم لذلك سريريًا بعد.