تحديث جوجل الأساسي Core Update مارس 2025 سبب تدهور الزيارات : حلول للمواجهة
في مارس 2025، أعلنت شركة Google عن إطلاق أحد أهم تحديثاتها الأساسية في السنوات الأخيرة، والمعروف باسم March 2025 Core Update.
جاء هذا التحديث ضمن جهود جوجل المستمرة لمحاربة المحتوى منخفض الجودة وتحسين تجربة المستخدم في نتائج البحث.
لكن هذه المرة كان الوضع مختلفًا تمامًا — حيث أعلنت الشركة صراحة أن ليس كل المواقع ستتعافى بالكامل بعد التحديث، حتى تلك التي تحسِّن محتواها لاحقًا.
فما الذي تغيّر؟ وما أهداف هذا التحديث؟ وكيف يمكن للمواقع العربية والإخبارية التعامل معه؟
في هذا المقال، نعرض تحليلاً شاملاً مستندًا إلى تقرير موقع Search Engine Land والمصادر الرسمية من جوجل نفسها.
ما هو تحديث جوجل الأساسي (Core Update)؟
التحديثات الأساسية هي تغييرات واسعة في خوارزمية ترتيب نتائج البحث (Ranking Algorithm).
تهدف هذه التحديثات إلى تحسين قدرة جوجل على تقييم المحتوى وتحديد الصفحات الأكثر إفادة للمستخدمين.
على عكس التحديثات الصغيرة اليومية، فإن التحديثات الأساسية يمكن أن تُحدث تقلبات ضخمة في ترتيب المواقع — صعودًا أو هبوطًا — خلال أيام قليلة.
تفاصيل تحديث مارس 2025
بدأ طرح التحديث في الـ5 من مارس 2025 واستمر قرابة 4 أسابيع حتى أوائل أبريل.
أشارت Google في بيانها إلى أن الهدف هو:
“تقديم نتائج بحث أفضل للمستخدمين عبر تقليل ظهور المحتوى منخفض الجودة الذي لا يقدم قيمة حقيقية، وتعزيز المحتوى المفيد والمكتوب للبشر أولاً.”
لكن المفاجأة كانت في تصريح رسمي نشره موقع Search Engine Land، جاء فيه أن:
“ليس كل المواقع التي تضررت من التحديثات السابقة ستتعافى بالكامل مع التحديث الجديد، حتى لو قامت بتحسين محتواها، لأن التقييم أصبح أكثر عمقًا وشمولية.”
بمعنى آخر — لم يعد مجرد تعديل بسيط في النصوص أو تحسين العناوين كافيًا لاستعادة الترتيب السابق.
أهم ما استهدفه التحديث
-
مكافحة المحتوى الضعيف أو المُعاد تدويره
استهدفت جوجل المواقع التي تعتمد على تجميع أو إعادة صياغة مقالات من مصادر أخرى دون إضافة قيمة جديدة. -
محاربة المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي دون مراجعة بشرية
لوحظ أن خوارزمية مارس 2025 أصبحت أكثر قدرة على اكتشاف المقالات المكتوبة بأسلوب آلي أو روبوتي، خصوصًا إذا كانت مليئة بالحشو أو لا تجيب بدقة على نية البحث. -
تحسين تجربة المستخدم (UX)
أعطت جوجل أهمية كبيرة لسرعة تحميل الموقع، تنظيم الصفحات، خلوّها من الإعلانات المزعجة، وتوافقها مع الهاتف المحمول. -
زيادة التركيز على “محتوى الخبرة والموثوقية” (E-E-A-T)
أي أن الكاتب يجب أن يظهر كخبير في المجال، والموقع يجب أن يمتلك سمعة موثوقة ومصادر حقيقية.
التأثيرات الفعلية للتحديث
خلال الأسابيع الأولى من التحديث، شهدت آلاف المواقع حول العالم تقلبات حادة في الزيارات.
وفقًا لتحليلات SEO العالمية:
-
بعض المواقع فقدت أكثر من 60٪ من زياراتها اليومية.
-
بينما صعدت مواقع أخرى فجأة إلى المراتب الأولى بفضل محتواها الأصيل والمحدث.
-
كانت المواقع الإخبارية والمدونات التقنية من أكثر القطاعات تأثرًا، خصوصًا تلك التي تعتمد على النشر السريع للمقالات القصيرة.
في المنطقة العربية، رُصد انخفاض واضح في الزيارات لمواقع كانت تعتمد على الأخبار المعاد صياغتها من وكالات عالمية دون تحليل محلي أو قيمة إضافية.
لماذا قالت جوجل إن “ليس كل المواقع ستتعافى”؟
صرّحت جوجل عبر المتحدث الرسمي Danny Sullivan أن عملية التعافي لم تعد تعتمد على “إصلاح أخطاء بسيطة”، بل على إعادة بناء الثقة بين الموقع وخوارزمية البحث.
بمعنى أن الموقع الذي فقد ترتيبه نتيجة فقدان الثقة في محتواه، يحتاج إلى فترة طويلة من الالتزام بجودة عالية حتى تعيد جوجل تقييمه بالكامل.
“التعافي ليس مجرد تعديل صفحة أو تحسين SEO، بل هو مسار مستمر لبناء سمعة الموقع من جديد.”
كيف يمكن للمواقع التعافي بعد تحديث مارس 2025؟
إليك خطة عملية يمكن تطبيقها:
-
مراجعة جودة المحتوى
-
أزل المقالات القديمة الضعيفة أو المكررة.
-
أضف أقسامًا تحليلية حقيقية في كل مقال (رأي، تفسير، مقارنة).
-
اكتب للبشر أولاً، ثم حسّن لمحركات البحث.
-
-
تحسين خبرة المستخدم (UX)
-
اجعل الموقع سريعًا ومتجاوبًا.
-
نظّم القوائم والروابط الداخلية.
-
قلّل الإعلانات المزعجة أو النوافذ المنبثقة.
-
-
عرض خبرة الكُتّاب ومصادر المحتوى
-
أضف صفحة “عن الكاتب” وسيرته.
-
ضع روابط لمصادر موثوقة.
-
استخدم صيغة احترافية ومُدققة لغويًا.
-
-
تحليل الأداء من Google Search Console
-
راقب الكلمات المفتاحية التي انخفضت.
-
حدد الصفحات التي فقدت الزيارات وابدأ بتحديثها يدويًا.
-
أضف مقاطع جديدة أو تحديثات للبيانات.
-
-
بناء روابط طبيعية (Backlinks)
-
ركّز على الظهور في مواقع ذات مصداقية، وليس روابط تبادلية أو مدفوعة.
-
تحديث مارس 2025 كان نقطة تحول كبرى في طريقة تقييم جوجل للمواقع.
الهدف لم يكن معاقبة المواقع بقدر ما كان إعادة ضبط جودة نتائج البحث.
لكن الواضح أن التعافي لن يكون سريعًا أو سهلاً — بل يعتمد على الالتزام طويل المدى ببناء محتوى أصلي، وتجربة مستخدم ممتازة، وشفافية في تقديم المعلومة.
من الآن، لم يعد يكفي أن يكون لديك “محتوى جيد”، بل يجب أن يكون لديك محتوى موثوق، مميز، ويُقدَّم للقارئ أولاً.


محمد الضبعان