أثلج فوز ترامب صدور البعض وأوغر صدور البعض
واوعز للبعض بالترقب والبعض بالتمني .. وهذه المشاعر والإرهاصات جميعها على اعتبار
أن ترامب هو المخلص أو أنه سيستطيع ان ينفذ ما وعد به من إحلال السلام وجمع المتصارعين على مائدة الحمام المحشي"فريك".
ولكن يؤسفني أن أجزم لكم من واقع تحليلات
معمقة للوضع الراهن أن المدعو دونالد ترامب الرئيس 47 للولايات المتحدة الامريكية لن يستطيع ان يحقق
5% مما وعد به ليس فقط لرعونته أو براجماتيته البحتة وغياب مفهوم الأمن القومي
لدولته عن ذهنه ولكن ايضا لإن حجم الأزمة العالمية أكبر من تصوره.
وقد تندهش حينما أقول إن مواقف ترامب القادمة
والتي اعلن عنها ستفاقم من الصراع العالمي وتؤجج الصراع العسكري وتحوله إلى حرب
عالمية حقيقية وستبدأ في القارة الأوراسية تتبعها منطقتنا العربية ويستند هذا
التحليل لما يلي:
تهديد ترامب بتحجيم مشاركة دولته في حلف
الأطلسي والتوقف عن دعم أوكرانيا سينفذه بالفعل آجلا أو عاجلا وهي إشارة للدب
الروسي ومعه كوريا الشمالية لزيادة توغلهم في أوكرانيا ورفع درجة الهجوم الأمر
الذي سيدفع القارة العجوز خاصة فرنسا وألمانيا وبريطانيا للدخول بشكل صريح عسكريا
في صف اوكرانيا الأمر الذي سيؤجج الصراع.
أما في المنطقة العربية فإن زعيم فرع العصابة
الصهيونية في المنطقة العربية نتنياهو سيسعى سريعا وعميقا لتنفيذ مآرب الصهيونية
العالمية وأجلها بالنسبة لهم تدمير العالم العربي وتقطيع أوصاله جزء جزء وتبقى
العقبة الأولى والكؤود أمامهم المقاومة العربية في غزة وجنوب لبنان وهم أعلنوها
صراحة عن رغبة عارمة وعلى لسان وزير الدفاع الجديد للعصابة الصهيونية فرع العالم
العربي إن أول أهدافهم قبل إحلال شرق أوسط جديد هو تدمير المقاومة في فلسطين
ولبنان وهم لديهم الغطرسة والوهم الكافى لإنجاز ذلك من خلال دعم لا محدود من العصابة
الصهيونية الفرع الامريكي والفرع الأوروبي.
ولديهم أمل كبير بانجاز تلك المهمة مع قدوم
ترامب الواهم الذي سيكتشف أنه عاجز حتى عن "الخرخرة" وهي مرادف لكلمة "الشخر" وهو الصوت الذي يصدره النائم ولكن الخرخرة أضعف صوتا من الشخر - لذا لزم التوضيح - لهذا أو ذاك وربما
يقضي أوقاته العصيبة في الرئاسة في منتجع الجولف الخاص به أو يذهب مع صديقه إيلون
ماسك لرحلة على المريخ لحين انتهاء فترة رئاسته.
إن تجربة نتنياهو مع المقاومة في غزة اثبتت
فشلا ذريعا في تحقيق أيا من أهدافهم فلا الأسرى عادوا وافراد المقاومة زادوا عددا
وعديدا مما رفع من درجة الخسائر في صفوف الجيش الصهيوني وهم مستمرون بلا هوادة.
كذلك الأمر في لبنان استعاد حزب الله تنظيم
صفوفه وعتاده وعديده وباتت الخسائر فادحة في جيش الاحتلال وتبقى ورقة قوية في
الصراع الدائر وهي ايران التي ترسل ضربات من حين لاخر لاسرائيل لتذكيرها أن هناك
قوة خلفية داعمة مما يشتت أفكارهم ويقطع أوصالهم.
الصراع الايراني الاسرائيلي سترتفع حدته مع
وصول ترامب خاصة مع الدعم النوعي المتوقع أن يقدمه لاسرائيل إذا فالصراع مستمر
وأمامنا 4 سنوات طاحنة من حرب ضروس ستزعزع أركان النظام العالمي الحالي الظالم
الذي قدم أرضا عربية على طبق من ذهب للصهاينة على يد الأمم المتحدة والتي تثبت كل
يوم عجزها.
يستدعي ذلك إحلال نظام عالمي جديد بديلا
للنظام الحالي المهتريء الظالم مع حكومة عالمية واحدة بديلا عن الأمم المتحدة لا
وجود فيها لنظام وحيد مثل أمريكا أو ثنائي أو ثلاثي أو متعدد الأقطاب بل نظام
عالمي واحد بدستور واحد مع إنها سطوة هذه الأنظمة وسحب كافة الأسلحة وتفكيك كافة
الجيوش والإباقء على جيش عالمي واحد تحت إدارة حكومة العالم الواحد لفرض الأمن
وردع من تسول له نفسه والقضاء على الأنظمة الإرهابية والصهيونية والطائفية.